سوريا بقية العرب وفلسطين
د.نسيب حطيط
كان العرب أمة وكان المسلمون روادا وأصحاب حضارة، كانت الشهامة والكرامة النخوة والوفاء، المقاومة والعزة ،كان "البدوي" صاحب فراسة ولغة فصيحة حتى جاء النفط والغاز صار العرب عبيدا ورجال لهو وترف، صار السيف للرقص لا للدفاع عن الشرف وصار(العقال)قيدا للرأس يمنعه من التفكير والوعي، صار الدولار إماما للمجاهدين يجذبهم إليه فتصبح الدوحة عاصمة(المقاومة)وتغدو دمشق المدينة التي يسعى المجاهدون المضللون لتحريرها بدل الأقصى وفلسطين وبوابة الدخول إلى الجنة التي وعدهم بها الأميركيون ومشايخ(ميكي ماوس)ومضاجعة الميتة!
صارت سوريا المقاومة عدوا يشمت بها من حضنتهم من المقاومين، وجعلت لهم إسما ورسما فلا يعزون بقادتها الشهداء، ويعزون بعمر سليمان الذي وصفه السيد خالد مشعل (بالرجل الوطني الذي كان يقوم بوظيفته ) وأيده الوزير الإسرائيلي بن أليعازر حين قال(كان عمر سليمان أفضل من خدموا اسرائيل، وكان وطنيا مصريا عمل على تقويض حركة حماس وأعطانا الغاز المصري.)
سوريا آخر ما تبقى من العرب... عرب الأمانة والإنتماء والشرف كان العرب ينقسمون بين عرب(بائدة ) وعرب( باقية ) بين عرب(عاربة ) وعرب (مستعربة) والآن بين عرب(صامدة) وعرب( مستغربة )بين عرب العزة وعرب الذل والسكينة.
لذا جاء الملوك والأمراء العبيد يقودون جحافلا من المضللين ومن التكفيريين الجهلاء ،يحاولون نيابة عن الحروب الصليبية، لغزو دمشق وإغتصابها، بحجة الإصلاح والديمقراطية وهم الذين لا يعرفون حروفها ولغتها، ولا تزال المرأة عندهم لا تتمتع حتى بالحقوق التي أعطاها لها الإسلام ولا زالت(عورة) كما في الجاهلية ،تدفن في عباءة ونقاب ومنزل بإسم الإسلام الذين نحروه وحرفوه ولم يبق منه إلا الزخارف وهدم القبور والمقامات و كل أثار رسول الله(صلعم).
سوريا بقية العرب... يشحذ العرب(المستغربة) خناجرهم قبل رصاص الصهاينة والأميركيين ،ويصرخوا في وجه السوريين إرموا السلاح فإنكم تخيفون إسرائيل، يحاولون إقتحام المسجد الأموي ونبش قبر صلاح الدين ليعاقبوه ،الصهاينة الصليبيون والعرب المستغربة يحفرون قبر يوسف العظمة، فالفرنسيون يريدون الثأر لهزيمتهم، فالصهيوني الفرنسي برنار هنري ليبقى وجمعيته(نجدة سوريا) ،سيعود لإعدام السوريين الوطنيين،فما يسمى الجيش السوري الحر يمثل النسخة السورية من جيش لبنان الحر الذي أسسته إسرائيل بعد غزوها للبنان عام 1978 بحجة حماية المسيحيين من الفلسطينيين، وها هو الجيش السوري الحر وعصاباته المسلحة يغتالون قادة الجيش السوري والعقول السورية العسكرية والعلمية وفق لائحة القتل الإسرائيلية للعلماء والعسكريين المقاومين في سوريا ،بعمل مشابه للوائح القتل للعلماء العراقيين بعد الغزو الأميركي للعراق وعمليات القتل للعلماء الإيرانيين.
سوريا آخر ما تبقى من العرب.... إن سقطت سقط الشموخ العربي والشرف العربي والإستقلال العربي صار العرب برميلا للنفط وقارورة غاز، وصار البطل العربي هو الراكع أمام الإسرائيليين والأميركيين .
معركة الدفاع عن سوريا ليست مسؤولية سورية فقط، إنها واجب كل عربي مسلم ومسيحي في هذا الشرق،وواجب كل المثقفين والإعلاميين ورجال الأعمال والأحرار، المساهمة في الدفاع عن آخر ما تبقى من العرب، فمن يريد فلسطين عليه الدفاع عن دمشق... ومن يريد إستعادة كرامته عليه الدفاع عن دمشق... المعركة في سوريا ليست معركة حول شخص الرئيس أو طائفته، بل حول دوره ومنهجه وموقفه من المقاومة والعداء لإسرائيل.
لقد حكم الأخوان المسلمون حصر عندما تعهدوا بالإلتزام ب(كامب ديفيد)ويمكن أن يحكم الأخوان المسلمون في دمشق إذا بايعوا أميركا وتعهدوا بالسلام مع إسرائيل، وها هم قد أطلوا على الشاشات الإسرائيلية، هل ستحكم حماس من عمان والدوحة ،وهل سترجع صواريخها التي أخذتها من سوريا وإيران ..قصفا وقتالا وتفجيرا ضد رفاق السلاح؟
سوريا بقية العرب وفلسطين.... والصهاينة (المستغربون) من العرب يدقون على أبوابها لإغتصابها بعد فلسطين والعراق والبحرين وقطر والخليج بالغزو والقواعد والأساطيل الأميركية أو بإمتطاء الثورات في ليبيا ومصر وتونس والركوب عليها بالواسطة .
من يدافع عن سوريا الآن، فهو يدافع عن وشرفه عن القدس والجولان عن شبعا وكفر شوبا عن المستقبل الكريم والحر لكل عربي ومسلم ومسيحي ، المعركة في سوريا والدفاع عن دمشق في تموز 2012 لإستعادة معركة حطين ضد الصليبيين في تموز 1187 ومعركة ميسلون بمواجهة الفرنسيين في تموز 1920وشهادة يوسف العظمة ، أنها معركة الضباط الأحرار وثورة23تموز1952 في مصر عبد الناصر، أنها معركة بنت جبيل في لبنان عام2006 ،تموز شهر الإنتصارات من حطين إلى إلى بنت جبيل إلى دمشق.
أيها السوريون الشرفاء والمسلمون الشرفاء دافعوا عن بوابة القدس في دمشق، ودافعوا عن شرف العروبة والإسلام في بلاد الشام، إن سقطت الشام سقطت الأمة ولن ترجع فلسطين وسيتحول الجهاد المضلل إلى فتن مذهبية وطائفية وقومية.... سيقتل العرب والمسلمون بعضهم بعضا، فتداركوا العار قبل وقوعه ولتسارع الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية والفكرية والدينية العربية لنجدة سوريا،والدفاع عنها فهي آخر القلاع في صحراء الذل العربية أو ستتحولون إلى أمة تأكل وتشرب وتنام وترقص بالسيف الملون بالذل والعبودية،وتذوب لغتكم بحروف الفايسبوك والأنترنت، ولتتوضأوا بالنفط والغاز ،ولتزداد وجوهكم سوادا، ولتصلوا خلف (الإمام) الأميركي أو الفرنسي أو الإسرائيلي.
سوريا ستقاوم ومعها كل الشرفاء،وشعارها النصر أو الشهادة، وفي لحظة ما ستتوجه المدافع وصواريخ العزة السورية ومعها صواريخ المقاومين الشرفاء إلى أرض فلسطين، لتعلن موقف المقاومين والشهداء بأن المعركة لم تنته بعد ،وأن النصر آت لا محالة بإذن الله..( فالله متم نوره ولو كره الكافرون).